Admin
الكبير كبير يامنير
عدد المساهمات : 280
الجنسية : مصرى
العمل : الكبير كبير يامنير
 الموقع : رابطة وعشاق النجم منير
 | موضوع: مقاله كتبها منير :: البيان 18699  الجمعة أبريل 10, 2009 9:52 am | |
|
جريده البيان
18/ 6 / 1999
حكايات سياسية : ابتعدت عن الطرب الرسمي منذ الوهلة الأولى، بين النوبة وعروبتي ... كانت أغنياتي
بقلم- محمد منير
نشأت في مدينة اسوان بجنوب مصر, وكان أبي موظفا بديوان عام محافظة اسوان. لم تكن له اهتمامات فنية, ولكن كانت له اهتمامات سياسية بدأت مع شبابه منذ ايام الزعيم المصري سعد زغلول وقد شارك في ثورة 1919, وكنت اراه دائما متحمسا للقضايا الوطنية والاجتماعية والسياسية , ومنه تعلمت حب الوطن والتضحية من اجله بكل شيء غال, فلا شيء أغلى من الوطن. كنا ستة أشقاء وكنت أنا أصغرهم, ولم اهتم بالغناء في البداية بل كنت أعشق كرة القدم وشاركت في نادي أسوان الرياضي... وكنت احلم بأن اكون لاعبا محترفا, لولا اخي فاروق الذي كان يكبرني مباشرة وكان مغرما بالغناء ومهتما بالجلسات النوبية الفنية, ودفعني اعجابي الشديد به الى حب الفن من خلال حضوري معه الجلسات النوبية التي عشقت فيها الغناء النوبي والسلم الموسيقي الخماسي وأغاني الموسيقى الصوفية وأغاني التراث الاسواني وأغاني (العبابدة) و(حلايب) .
صمت الطبيعة
وبين طبيعة اسوان الصامتة تعود الناس على الغناء لكسر صمت الطبيعة, وبين الأهل والأقارب اخذت اغني ما حفظته من الاغاني النوبية, واعتبرت نفسي ابن التراث النوبي المصري, فاسوان والنوبة جاء عزيز من الوطن الأم لا يختلف عن باقي الارض المصرية. في هذا المجتمع الطيب فتحت عيني على صوت الغناء الساحر الذي لا يسكن ابدا, سواء في الافراح والأحزان. وفي عام 1977 كنت طالبا في كلية الفنون التطبيقية بالقاهرة, وفكرت في ان أغني بعدما استشعرت حلاوة صوتي في عيون كل من حولي. وكانت العادة في هذا الفترة ان الملحن هو الذي يكتشف الصوت ثم يقدمه للناس من خلال ألحانه, لكنني لم أبحث عن أحد يقدمني, لأني أردت تقديم أغان من التراث النوبي الذي عشقته وألحاناً نوبية لكل من حسين جاسر وأحمد منيب, فطرحت الفكرة على الشاعر عبدالرحيم منصور ووجدنا اننا لو قدمنا أغاني نوبية بحتة فلن يفهمنا احد, وبدأنا في تقديم كلمات مفهومة تصاحبها الموسيقى النوبية. وللأننا كنا في مناخ كثرت فيه الهجرة خارج مصر, فقد غنيت (مسكينة حبيبتي السمرة) و(أمانة يا بحر تستلم الأمانة) وأغنياتي منذ الوهلة الاولى ابتعدت عن الطرب الرسمي, ورسمت تصاوير الشعب والغربة... الحب والحرية... البراءة والنخيل.
سجن الحرية
عشقت الموسيقى النوبية وتطلعت الى الحرية في أغنياتي... الحرية زينت كل أغنياتي, فأنا عاشق سجنها الجميل. الحرية ليست مجرد كلمة رنانة وانما سلوك راق نلمسه في كل الاشياء اليومية, بداية من البحث عن رغيف الخبز وحتى اتخاذ اخطر القرارات. النوبة شكلت ثقافتي وميولي ولكنها لم تفصلني عن الوطن الأم... الأرض المصرية العربية, فأنا محمد منير الفنان العربي الذي تأثر بمناخ بلده واستوعب قضايا عروبته فقدم فنا وفكرا وموسيقى متقدمة. لم أقدم فنا سياسيا لكنه فن مهموم بالوطن والمواطن, فن يحاول في صراع مع الزمن ان يكون في مستوى وفكر موسيقي متقدم. أغنياتي حملت دائما معاني كثيرة, أبرزها الشفافية والشجن والحزن والغربة, وما زالت أعمالي تحمل المفردات نفسها وتغني للناس (فتافيت الماس) ولكن السنوات صقلتني خبرة ووعيا ونضجا فنيا, فالفنان الحقيقي هو الذي لا يحد من فنه وانما يدخل تجارب عديدة تفتح له آفاقا اكثر اتساعا.
سفارة الفن
ومن هنا فأنا دائم السفر بحثا عن الفن الجميل ورغبة في تأكيد تجربتي, ففي السفر اتعرف على الجديد وأضيف لما نشأت عليه. كما انني احاول تقديم صورة جميلة لوطني بالخارج لأكون سفيرا لبلادي بأغنياتي. وحبي لوطني العربي واهتمامي بقضاياه لا يحتاج الى دليل, وأغنياتي تشهد على ذلك, ومواقفي واضحة, فرغم مطاردة متعهدي الحفلات اليهود لي للغناء في تل ابيب, الا انني لم ارضخ لاغراءاتهم ورفضت دون مناقشة, لأسباب كثيرة اهمها التاريخ الطويل مع العدو الصهيوني. فكيف أغني وأقدم فني لقتلة أهلي وسارقي أرض وطني, وأنا الذي اعتبرت نفسي صوتا لبلادي وأهلي بالأرض المحتلة, وغنيت لأطفالهم... أطفال الحجارة (يا العمارة) ؟ | |
|
